هي حقيقة وواقع ومن الخطر أن نتجاهلها أو نتعامل معها علي أنها ليست موجودة،لأننا بذلك نكون مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال،فالعامل المشترك الأعلي في جلسات الشباب الآن أصبح الدخان الأزرق المتطاير من أنفاس الحشيش والبانجو،سأسمع كلاما كثيرا من أصحاب الخبرة أن الشباب بخير وأن عددا قليلا من الشباب هو الذي يدمن الحشيش والبانجو،لكنني أقول لهؤلاء:عفوا..كلامكم كله خطأ فأنتم لا تعرفون الشباب،ولكننا نعرفهم لأننا منهم ومن حقنا نحن أن نتحدث وأن تصمتوا قليلا.
إن الشباب الآن في الأغلب الأعم وتحديدا شباب الجامعة لا يتحركون إلا ومعهم التعميرة من الحشيش أو البانجو،وخلال دراستي بإحدي الجامعات الخاصة كنت أري الشباب يدخنون الحشيش والبانجو في طرقات الجامعة دون رقيب أو حسيب ولم يكن هناك من يسألهم مجرد سؤال عما يفعلون.
دفعني هذا إلي اقتحام هذا العالم ...قررت أن أعرف ماذا يجري ولماذا؟

أما ماذا هذه فحكاية طويلة،حيث لا يعترف الشباب الذين تحدثت معهم بأنهم مدمنون للحشيش رغم حرصهم عليه، يسمون ما يحدث قعدة مزاج، وما دام الجميع ينبسط فلا حرج عليهم خاصة أنهم لا يؤذون أحدا بما يفعلون.
تعجبت عندما قال أحدهم:الحشيش بقي مشروب عادي جدا وممكن نلاقيه قريب في محلات البقالة زي علب السجاير بالضبط،بعد ما أصبح ضرورياً حتي نتغلب علي هموم الحياة،ولا تتعجب إذا عرفت أن كثيرا من الشباب يطلقون عليه"صديق الطلبة".
سألت محمد وعمره 22 سنة سؤالا مباشرا قلت له:ليه بتشرب حشيش؟قال:أنا بدأت رحلتي مع الحشيش وأنا في ثانوي.. ولقيته لذيذ جدا وبعدين كفاية إنه بيعمل دماغ تطرد الملل اللي عايشين فيه،أما سمير وعمره 33 سنة فقد أضاف لي أن الحشيش الآن يعتبر مجمع الأحباب،وكل قعداته تهريج وانبساط وبعدين بعد ما نخلص كل واحد بيروح لحاله.
المفزع أن الحشيش الآن يتم تدخينه داخل المدارس الإعدادية والثانوية، أيمن 17 سنة قال لي إنه دخن الحشيش مرتين في دروة المياه بتاعة المدرسة،ووقتها حصلت له دوخة وهيس جدا،لكن بعد كده اتعود عليه.
لا تتوقف علاقة الشباب بالحشيش علي تدخينه فقط بل أصبحوا خبراء به، قال لي أحدهم:الحشيش أنواع منه البسكوتة وهو الطري ويشبه الصلصال، والمغربي وده ناشف نقوم بلفه في سيجارة لصعوبة تشكيله خابور،وهو علي عكس البسكوتة التي يمكن أن تشكلها بسهولة،الخابور عبارة عن تشكيل قطعة من الحشيش لتصبح مثل عود الكبريت يتم تعليقها علي نصف سيجارة معلقة في منتصف كوب ماء يتم إشعالها مع تغطية الكوب بغطاء حتي لا يطير منه الدخان،وبلغة الخبير قال لي إن الخابور أقوي من سيجارة الحشيش بمراحل.
تجارب أهل الحشيش كثيرة وكلها تعكس أنه تمكن من الشباب بشكل خرافي وهذه بعضها من واقع تجارب أصحابها:
ع.م عمره 19 سنة:أنا بأدخن الحشيش لوحدي في البيت عن طريق الكوبايه، لأنه بيكون من غير ريحة وسهل التعامل معه،لأنه خفيف علي عكس البانجو الذي يصعب حمله خاصة أن الحكومة خاربة الدنيا.
أيمن.. عمره 20 سنة: أنا بأدخن الحشيش في أي مكان وغالبا في سيارتي مع شلتي التي يفضل بعضها الخوابير عن السجاير لأن الخابور مفعوله وتأثيره أقوي،لأن دخانه يصل إلي المخ مباشرة،وإن كان هناك من يفضل السجاير ويطلق عليها "الدماغ الهادية".
أ.م عمره 23 سنة:الحشيش ده كيف الملوك...والسجاير فيه أفضل لأن الخابور بيعمل حرقان في الزور ويهلك الصدر.
يحصل الشباب علي الحشيش من التاجر نفسه أو من الديلر وهو همزة الوصل بين التاجر والزبون،يقول سيد وعمره 63 سنة زمان كان الزبون يسأل علي ماركة الحشيش وكانت أعلي ماركة أم كلثوم وكان فيه ماركات بكل أغانيها،أما الآن فلا أحد يسأل عن الماركة الكل بيحشش وخلاص.
أشهر الأماكن التي يباع فيها الحشيش هي إمبابة.. شارع الاعتماد تحديدا ومناطق أخري مثل بشتيل وبولاق والسيدة زينب وعابدين ومدينة السلام، وهناك من يتوجه إلي الإسكندرية والساحل الشمالي ليحصلوا علي الحشيش بسعر الجملة.
كان الديلر زمان يحصل علي الحشيش بالوقية وتساوي 8 قروش حشيش أما الآن فيتعامل بالكيس أو التربة، وتبلغ 30 قرشا والأسعار 850 جنيهاً للكيس والمكسب في الغالب يتجاوز المائة بالمائة.
ويعتقد أهل الحشيش أن الصنف في القاهرة ليس جيدا،فالحشيش الصح كما يقولون موجود في المحافظات مثل الفيوم والشرقية ومحافظات الصعيد وتحديدا سوهاج،والحشيش فيه بسكوتة أما حشيش القاهرة فهو في الغالب مغربي،ويكون في معظم الحالات مضروباً باستخدام لبان الدكر والحنة.
سعر الحشيش يتوقف كذلك علي رغبة الزبون في القطعة التي يريدها،وعلي «الأسطف» وهي قوة المخدر عالية أم منخفضة،فصباع الحشيش مثلا يتراوح سعره بين 50 و80 جنيهاً ويختلف طوله وحجمه حسب السعر.
لكن لماذا يدخن الشباب الحشيش،هنا لابد أن يحدثنا أحد عن مفعوله،يقول رامي 27 سنة:مفعوله لايتعدي الثلاث ساعات وتشعر بنوع من السعادة لأنه يسبب حالة من الثرثرة والتهييس وخفة الدم وقت السطل وهذا يكفي جدا
السطل يقود أصحابه إلي مواقف مخزية بالطبع، أحدهم قال لي إنه كان يحشش مع أصحابه منذ ثلاثة أعوام في وسط البلد وعندما خرجوا إلي ميدان رمسيس وجدوا أن أحدهم يتبول علي تمثال رمسيس.
أما البانجو فله قصة أخري فالإقبال عليه يكون عندما يرتفع ثمن الحشيش وبعد أن ينخفض ثمن الحشيش يهجر الشباب البانجو تماما لأنه كما يقول الشباب «كيف العربجية» كما أنه يدمر المخ ويسبب هلوسة وإحمراراً في العين وله أعراض جانبية كثيرة أقلها الألم الشديد في البطن.
يقول أيمن 42 سنة : دماغ البانجو أقوي من الحشيش لكن طريقة تناوله تصيبني بالملل من تنقية الورقة من بذورها ، بجانب رائحته الفواحة التي تنتشر لعدة أمتار وبذلك يصعب تناوله في أي مكان . أما ا . ع . م 24 سنة فيقول: البانجو مشروبي المفضل وفقا لحالتي المادية ،فلا يمكن أن أشتري الحشيش يوميا أما البانجو فأرخص
أما أشهر طرق تناول البانجو فيقول عنها أحدهم:طريقة الباكات وهي عبارة عن وضع السيجارة في فم أحدهم من شعلتها لينفخ فيها ليخرج الدخان من الكارتلة وهي بديلة لفلتر السيجارة ونقوم بشدها من الأنف وبعدها نسافر إلي عالم سمسم.
وهناك طريقة الكيس وهي أن تاخذ نفس من سيجارة البانجو أو الجوان وإخراج النفس داخل كيس وإستنشاقه مرة أخري وهذه هي طريقة الموت.
هذه فقط بعض أسرار هذا العالم الغامض،من السهل علينا أن ندينه ونلعن هؤلاء الشباب ونقول إن اهاليهم لم يقوموا بتربيتهم كما ينبغي لكن الإدانة أو صب اللعنات لن تحل مشاكلهم وهي المشاكل التي دفعتهم إلي قتل أنفسهم من خلال إدمان الحشيش والبانجو،الشباب لا يحتاج إلي واعظين ولكن يحتاج إلي من يحل مشاكله.
مقالة تحفة وال هيقراها لازم يشرب حشيش بعدها
ردحذفههههههههههه اعمل بقي العالم السري للستات
ردحذفكلام جميل جدا بس في حاجة الحشيش المغربي بيبقى طري جدا زي الصلصال عامل زي اللبانه يعني اطرى من البسكوته وكمان الناشف الي بتقول عليه ده بيبقى مخلوط ببرشام
ردحذف