الاثنين، 15 يونيو 2009

"مراجيح" تنفرد بحوار مع طالب الصيدلة المخطوف

عصابة يتزعمها " موجه بالتربية والتعليم " تخطف طالب بكلية الصيدلة لمدة 36 يوم لتصفية خلافات مع والده!!.
مشاهد مأسوية ومرعبة شهدها رجل الأعمال " عزت أبو رحال" ونجله "مصطفي" طالب كلية الصيدلة ، ومشاهد وجهود تكتيكية أيضا اتقنتها الأجهزة الأمنية بمحافظة 6 اكتوبر بجانب المساعدة الانسانية التي قدمتها جامعة 6 اكتوبر تجاه الطالب المختطف .
لم يشعر مصطفي في طريق ذهابه للجامعة أنه سيمر بأصعب 36 يوم و11 ساعة في حياته ، ولم يعرف وقتها أيضا أنه سيعود للحياة مرة اخري ، ليستقل أحضان والديه وقبلات الأقارب و الأصدقاء في بلده بمحافظة الغربية .
أيام عصيبة عاشتها اسرة كاملة ، وعناءها أجبرهم علي الصبر ، و أيام تعيسة يعيشها ثلاثة مجرمين الأن خلف القضبان ينتظرون عقابهم وقد أصابتهم الحسرة والندم عما فعلوه .
خرج مصطفي في صباح يوم الاثنين الموافق27 / 4 من مسكنه بالحي الثامن و ينتظر سيارة ليذهب الي جامعته ، و وجد سيارة ملاكي بها سائق و شخص أخر بالمقعد الخلفي يرددوا النداء عليه " يا دكتور مصطفي "
يقول مصطفي : ذهبت اليهم لأعرف ماذا يريدون ، ونزل السائق ليفتح الباب الخلفي وقال لي " كلم دكتور أحمد من جامعة 6 اكتوبر " وسألني الرجل عن مكان ذهابي و قلت له "جامعة 6 اكتوبر " ، فطلب مني الركوب معه لأنه سيذهب هناك .
لحظات قليلة مرت حتي أيقن مصطفي أنهم خرجوا عن الطريق المؤدي للجامعة ، فسألهم " عايزين ايه ؟ " وردوا عليه "هتيجي معانا نقضي اسبوعين تصفية حسابات مع أبوك " وطلب منهم أن يتركوه ليؤدي امتحانه بالجامعة و لكنهم رفضوا ، كما حاول فتح باب السيارة للهروب لكن مقبض الباب كان معطلا من الداخل .
يقول مصطفي : طلب مني أحدهم ابتلاع " برشامة " و عندما رفضت أخرج لي سكينا و أجبرني علي بلعها ، وحاولت أن أقاوم مفعول المخدر بزيادة التركيز .
وبعد رحلة داخل المدينة توقفت السيارة في الطريق المؤدي للفيوم ونزل أحدهم ويتحدث في مكالمة هاتفية ، ولم أتمكن سماع من مكالمته سوي كلمات " هتلحق تيجي من المنيا للفيوم ، أنا مديله حباية تانية عشان منمش من الأولي " وبعدها انهيت المكالمة و استكملوا رحلة الخطف .
فشلوا في اصابتي بالنوم بعد اعطائي القرص الثاني من المخدر، حتي قام أحدهم وكان يجلس بجواري بخلع نظارته ولصق علي عدساتها أوراق من الجرائد ، وألبسها لي و وضع كاب علي وجهي وأجبرني بالرقود أسفل ، حتي أنام ولا أري شيئا
وبعد فترة زمنية قام من نومته و يتسحب بهدوء ، وحاول أن يغافلهم وأنزل القبعة من فوق وجهه فشاهد " محافظة 6 اكتوبر 2 كيلومتر " فرآه اللص الذي يجلس بجواره ـ وهدده بالقتل في عدم النوم .
هذه الأشياء التي وصفها مصطفي أثناء وجوده بالسيارة .
قام اللصوص بحمله ، و أدخلوه في احدي غرف الشقة التابعة لهم .
" مرتبة ومقعد وراديو " هذه الأشياء التي تمكن مصطفي من رؤيتها بعد دخوله الغرفة كما شاهدهم أيضا وهم يقومون بخلع مقبض باب الغرفة وأيضا مقبض الشباك بجانب لمبة الاضاءة ، وهذا قبل أن يقوم اللصين بتغميته جيدا وربطه في أحد الكراسي ، وتركوه بالغرفة ثم أغلقوا الباب عليه .
أما والده " عزت مصطفي أبو رحال " رجل الأعمال 42 سنة ، فحاول أن يتصل علي مصطفي يوم الاختطاف حتي يطمئن عليه ، ولم يرد عليه فحاول الاتصال بصديق نجله " أحمد مصطفي " طالب بكلية تربية ويقيم معه في نفس المسكن بالحي الثامن ، فأخبره أنه رآه في الصباح أثناء ذهابه الي الجامعة وعندما اتصل به لم يرد عليه .
من بعدها اثيرت الشكوك في قلب عزت مصطفي واتجه للبحث عن ابنه داخل محافظة 6 أكتوبر حتي جائت الساعة الرابعة عصرا وقت انتهاء اليوم الدراسي ولم يعثر عليه ، وتوجه للسؤال عنه في المستشفيات .
ويقول "عزت أبورحال " : جائتني مكالمة تليفونية من شخص مجهول يخبرني بأن ابني مختطف وطلب مني تجهيز مبلغ 265 ألف دولار أي ما يساوي مليون و 500 ألف جنيه مصري .
و توجه عزت لإبلاغ الشرطة بالواقعة ، التي طلبت منه الكتمان علي الحادث وأن يستدرج الجناة علي دفع الفدية المطلوبة .
و بعد عدة أيام أرسلت اليه " ملابس نجله ممزقة " بجانب صور لابنه استقبلها علي تليفونه المحمول و يرتدي فيها ملابس حريمي وهددوا عزت باغتصاب نجله اذا لم يدفع الثمن المطلوب المطلوب .
ومن ناحية اخري وبناء علي توجيهات اللواء " أسامة المراسي " مدير أمن محافظة 6 أكتوبر بسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه ، فتشكل فريق كبير من البحث لاعادة الطالب المخطوف .
وفي يوم الاثنين الموافق 1 / 6 حدد اللصوص عبر الهاتف موعد ومكان استلام الفدية المتفق عليها من والد المجني عليه ، حيث تم التنسيق بين قيادات مصلحة الأمن العام لإعداد عدة أكمنة متحركة لضبط المتهمين .
الا انه تم تغيير موعد ومكان التسليم 6 مرات ، وفي اليوم التالي تم اختيار منطقة أشجار مظلمة علي طريق فرعي ضيق بأبو رواش – كرداسة .
ويضيف عزت أن اللصوص طلبت منه تصوير المال وارساله اليهم قبل أن يسلمهم شنطة النقود ، وذهب لمكان التسليم و وضع الشنطة علي الأرض وابتعد عنها وبعد لحظات قليلة شاهد نيران الشرطة تضيء سماء المنطقة .
كما ألقت الشرطة القبض علي أحدهم ، وبسؤاله أرشد عن مقر اختفاء مصطفي " بالدور الأرضي بالعقار رقم 133 مساكن التعاونيات بالحي 11" وطالب الشرطة بسرعة انقاذه لأن شركائه سيقتلوه و سيمزقوا جسده بصحراء اكتوبر .
توجه عزت الي القسم وأنكر معرفته بالمتهم الذي قبض عليه ، وسأله مدير المباحث هل تعرف "عبدالفتاح الضاحي " ، فرد عليه بأنه صديق له .
لم يشك عزت لحظة أن صديقه عبدالفتاح الضاحي هو الذي خطف ابنه ، وأخبرنا بمعرفته به منذ 5 سنوات ويعلم عنه حسن سلوكه ، بالاضافة الي وجود تعاملات رأسمالية ، غير ذلك أنه له عند عبدالفتاح مبالغ مالية كبيرة ، بجانب ايصال أمانة بمبلغ 183 ألف جنيه ولكن دون دون أن تحدث أية مشاكل بينهم " .
يقول عزت : قبل الحادث بأيام أخبرني عبدالفتاح بذهابه الي ليبيا وأنه سيرد الي أموالي بعد رجوعه الي مصر ، واتصل بي بعد مرور 31 يوم من رقم دولي وأخبرته باختطاف ابني فسألني " أبلغت الشرطة أم لا " فقلت له لا ، وبالرغم من هذا الا انني لم أشك لحظة به أو في مكالمته ، وبمرور بعض الوقت من حديثي مع رئيس المباحث " العميد جمال عبدالباري " ، كما جريت مكالمات هاتفية كثيرة من مدير الأمن وغيره من القيادات لمتابعة الجديد في الموضوع ، حتي جائت مكالمة صرخ فيها رئيس المباحث بصوت عالي وسمعته يقول " جه " وانقبض قلبي وقتها ولم اصدق ما أسمعه ، وكانت المفاجأة بعد أقل من 5 دقائق وجدت مصطفي يدخل الينا ولحيته طويلة ويرتدي ملابس غير ملابسه ،
وأخبروني فالقسم بالقبض علي عبدالفتاح ، وفقدت وقتها أعصابي وأردت أن انتقم منه بنفسي و " أكله " ، و رفض مني ذلك رئيس المباحث وقال لي " انت زيك زيه ، هو متهم وانت مجني عليه واحنا ماشيين بالقانون وزي ما احترمناك احترمه " .



يقول مصطفي : توقعت قتلي في بعض الوقت ولم أتوقع خروجي للحياة في هذه اللحظة ، وكان المجرمون يزوروني مرة واحدة يوميا ليقدموا الي وجبة الطعام اليومية " عيش وحلاوة " كما قاموا بفك الحاجب من فوق عيناي بعد 15 يوم ولكن دون فائدة لأن الغرفة مظلمة .
ويضيف أنه تفاجيء بكسر باب الغرفة ودخل عليه المقدم هاني درويش ورجاله ، وقال لهم " انتوا جايين تخطفوني تاني " ورد عليه المقدم متقلقش احنا هنطلع علي القسم وأخذه في حضنه .
سألته هل استخدمت اي طريقة للإستنجاد، فقال : دونت حكايتي علي عملة ورقية " جنيه مصري " وحاولت اخراجها حتي يتمكن أي شخص من قراءتها ومساعدتي ، لكني لم أجد منفذ لاخراج الورقة .
تم القبض علي المتهمين وهم : عبدالفتاح عبدالفتاح محمد الضاحي 56 سنة " موجه بادارة قطور التعليمية " ومقيم بأبشواي مركز قطور -الغربية ، وعليه حكم بالحبس في قضيتي شيكات الأولي لمدة عام والثانية ستة أشهر ، أما المتهم الثاني فهو جمعة محمد عثمان النجار 44 سنة مندوب مبيعات حاصل علي دبلوم تجارة ويقيم 65 ش سعيد زهران – المنيرة الغربية امبابة . المتهم الثالث : علاء عبدالرحيم عبدالرحيم السيربي 27 سنة وحاصل علي بكالريوس علوم " أمين مخزن " ويقيم 1 ش شعبان الجمال امبابة – الجيزة .
ومن خلال تحقيقات النيابة حصلنا علي اعترافات تفصيلية من المتهمين بارتكاب الواقعة ، وقال "عبدالفتاح " المتهم الأول نعم خططت لخطف طالب الصيدلة انتقاما من والده واستعنت بالمتهمين الثاني والثالث لتنفيذ الخطة التي قمت بوضعتها ، وهذا بعد أن هددني والده بحبسي لحصوله علي أحكام قضائية ضدي " إيصالات أمانة واجبة التنفيذ " ، ويضيف قائلا : مررت بظروف قاسية ولم يعطيني والد مصطفي الذي ربطتني به علاقة صداقة فرصة لسداد الديون وقرر تدميري وحبسي ، وأضاف أن فكرة الخطف جاءت بذهنه ليتخلص من ديون عزت من ماله وعرض الأمر علي المتهمين الثاني والثالث و وعد كلا منهما بمبلغ 100000 جنيه .
فقاموا برصد تحركات مصطفي ، وبعدها استأجروا سيارة من احدي معارض المهندسين التي نفذوا بها خطتهم ، كما طلب عبدالفتاح من المتهم الثاني الاتصال بوالد الضحية وطلب فدية مليون و 500 ألف جنيه ، وشارك أيضا عبدالفتاح اسرة الطالب عناء البحث عن نجلهم لابعاد الشبهات عنه.
ويقول قبل القبض علي بساعات ، أجريت اتصالا هاتفيا بوالد المجني عليه للاطمئنان ولم أعرف أن المباحث ترصد تحركاتي من خلال المحمول حتي فؤجئت بالنقيبين عمرو البطران و كريم سمير يلقيان القبض علي .
أما المتهمان الثاني والثالث فقالا " منه لله المتهم الأول " استغل حاجتنا للمال وعرض علينا الاشتراك معه في الجريمة ، وبالفعل وافقناه وخطفنا مصطفي و أجرينا عدة اتصالات برجل الأعمال وحددنا معه عدة لقاءات وقمنا بتغييرها خوفا من القبض علينا .
كما أضافوا أنهم احتجزوا " المجني عليه في الشقة " وانتقلوا الي شقة اخري خوفا من القبض عليهم ، وقبل القبض عليهم بساعات اتصلوا بوالد المجني عليه وحددوا معه ميعاد المقابلة في مدينة طوخ وعندما وصل الي هناك طلبوا التوجه الي الطريق الصحراوي ومنه الي طريق المنصورية حتي تأكدوا أنه بمفرده وطالبوه بوضع شنطة عند أحد الجبال بالطريق و أخبروه برصد تحركاته ، ولم يتوقع المتهمون مفاجأة رجال المباحث لهم برصد تحركاتهم وتمكن النقباء رامي نور ومعتز يوسف واسلام المهداوي من القبض عليهم .
ومن ناحية اخري حيث قامت مديرية أمن 6 أكتوبر بالتنسيق مع جامعة 6 أكتوبر بالارتباط علي محورين
الأول هو المواطن الأكتوبري الذي يختص بالطالب " مصطفي عزت مصطفي " حيث قامت المديرية بضبط واحضار مختطفين هذا الطالب من الأسرة الأمنة ، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية تجاههم ، أما المحورر الثاني يرتبط باسم الانتصارات " 6 اكتوبر " المشترك بين مديرية 6 اكتوبر وجامعة 6 اكتوبر ، حيث قام اللواء مدير الأمن " أسامة المراسي " بالتنسيق مع الجامعة في خدمة الطالب علي اعادة الامتحانات التي لم يدخلها بسبب اختطافه
كما قام الدكتور محمود كحيل عميد كلية الصيدلة جامعة 6 أكتوبر بتعاون غير عادي لخدمة الطالب .
أشار الدكتور محمود في حديثه عن مصطفي أنه من الطلاب المتميزين بالفرقة الاولي وتميز في ادائه للامتحانات في الترم الأول وحصل علي تقديرات في جميع المواد ، ويمتاز بالأخلاق والانتظام علي حضور المحاضرات ، وتخلف عن امتحانين بسبب ظروف خطفه .
وعلي الجانب الانساني - يقول د . كحيل سنسمح به بدخول الفصل الصيفي بدون أية مصروفات اضافية مع الاحتفاظ بتقديره كاملا ، بجانب امتحان العملي الذي سمحنا له بتأديته .
و أكدت الدكتورة سلوي المليجي المسئولة عن المعمل أن مصطفي من الطلاب المتميزين والملتزمين بالحضور ، و أضافت استقبال زملائه مكالمات هاتفية منه أثناء فترة خطفه ، وشارك الجميع من أعضاء هيئة التدريس والطلاب بقلوبهم مأساة زميلهم ، التي تحولت الي فرحة بعد عودته اليهم مرة اخري .



الدكتور" حمدي اسماعيل " استاذ علم الاجتماع الجنائي والجريمة بجامعة المنصورة يحلل الواقعة ويقول
" الدافع هو الانتقام " حيث يعود هذا الموضوع الي أيام الجاهلية ، ومن المفترض أن تصفي الناس خلافاتهم بعيدا عن هذه المسائل .
كما يري أن أن العقوبة تعلظ في هذه الحالة حتي يتم التقليل من مثل هذه الجرائم في المجتمع " سبع سنوات : 15 سنة "
حب المادة 34 من قانون العقوبات - أنه يجب السيطرة علي الجريمة ولا يجب أن ياخذ كل شخص حقه بيده - فهناك قانون .
القانون لم يراعي التغيرات المجتمعية ، فلا يصح أن قانون انشأ في الخمسينات يتم تطبيقه الي الأن مع العديد من التغيرات في المجتمع فنحن نطال باضافة مواد الي القانون تكون بمثابة ردع لكل من تسول له نفسه الاقدام علي مثل هذه الجرائم .
واضاف مثالا علي ذلك قانون المرور ، فادارة المرور في مصر من أنجح الادارات التي سعت لتعديل القانون الخاص بالمرور نظرا للتغيرات المجتمعية ، وتم تعديله حتي اصبح مواكبا لهذه التطورات والتغيرات ، ويتسأل لماذا لا يتم تطبيق مثال ناجح علي كافة مواد القانون القديمة.

هناك 4 تعليقات:

  1. بجد يا استاذ كمال الموضوع ده بيبين وضع الحياه دلوقتي في مصر قربنا نرجع لعهد الجاهليه تاني مفيش نظام في اي حاجه بقيت بزرميط وربنا يسطر علينا

    ردحذف
  2. حسبي الله ونعمي الوكيل عاللي بيحصل فيكي يا مصر

    ردحذف
  3. ولا ال بيحصل فالأفلام كل ده عشان بقينا شعب جعان هنموت من غير فلوس وممكن نعمل اي حاجة عشان يبقي معانا فلوس زربنا يستر عليا فالأيام ال جاية

    ردحذف
  4. لازم يقع عليهم عقوبة قاسية عشان يبقوا عبرة لغيرهم لإن مواضيع الخطف والسرقة انتشرت أوي فمصر وكدة كتير

    ردحذف