الأحد، 14 يونيو 2009

مَوتُ الأحلام

الحُلم مُبرر وجود . إنه وقود الخطوات فوق طرق الحياة الوعرة ، ثم إنه نسيج الطموح والتطلع الثري نحو القادم من شاهد المستقبل .
نمضي في حيواتنا لاهثين وراء تحقق الحلم وتجسيده الي واقع معيش ، وعندما نبلغه نفتش عن حُلم جديد يحفز الهمم ويصقل الإرادة ويدفع نحو الأمام .لكن المدهش الأن هو أن كثيرين منا ، تحت حوتفر هذا الزمن الردئ ، باتو عاجزين حتي عن صناعة هذا الحلم .
فمن شروط هذه " الصناعة" أن تكون هناك سيناريوهات محتملة لتحققه .. أما إذا ارتطم الحلم في مَهده بجدار المستحيل ، فإنه يصبح جثةً قبل أن يبدأ مشوار حياته . كم من أحلام باتت أقرب إلي الموت مفي المهد بين بسطاء الناس في بلادنا ؟!!
" البيت المستقر " ، واللقمة المتاحة ، والأبناء الذين يجدون فرصةً للتعلم ثم التوظف .. الصحة والستر .
أحلام بسيطة ومشروعة ، لكنها باتت عَصيّة علي النحقق . مؤسسة الأحلام تهاونت وسقطت ، بعد أن أصبح الأرق كله مرتبطا باستكمال مشاهد اليوم دون خسائر .. ما النتيجة ؟!! .. الايمان بالحُلم وجدواه يتكلس ويتعثر ويتحطم ..
تجسد ذلك في ضياع ما أسميناه"بالمشروع القومي".. وفي حالة اللامبالاة الوبائية بين أجيالنا .. وأفول قيمة العمل والابداع وتسلل قيم "الفهلوة" إلي خلايا مجتمعنا . كل تلك المشاهد عبرت في بساطة متوحشة ، عن أحلام تحتضر .. وعن أناس لم يعد يهمهم التعامل مع المستقبل ، وإنما هم يغرقون في تفاصيل لحظتهم الحاضرة طلباً للنجاة والخلاص ..أحلامنا تتعثر وتتثاقل وتمرض .. وتقف عند حافة الموت.. علينا ألا نستسلم لهذا المصير .. ينبغي أن ندفع بأحلامنا إلي غرفة الإنعاش لتستعيد عافيتها وقوتها وألقها ، لكي نجد بين ناسنا البسطاء قدرة علي التواصل مع المستقبل .. إذا مَاتت أحلامنا .. متنا . وهذا يكفي لكي نبحث عن خلاص لأحلامنا بكل ما نملك من طاقة وقُدرة وموهبة ووعي .. وأكثر !!

هناك تعليق واحد: