الأربعاء، 17 يونيو 2009

العالم السري لجلسات الدخان الأزرق

هي حقيقة وواقع ومن الخطر أن نتجاهلها أو نتعامل معها علي أنها ليست موجودة،لأننا بذلك نكون مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال،فالعامل المشترك الأعلي في جلسات الشباب الآن أصبح الدخان الأزرق المتطاير من أنفاس الحشيش والبانجو،سأسمع كلاما كثيرا من أصحاب الخبرة أن الشباب بخير وأن عددا قليلا من الشباب هو الذي يدمن الحشيش والبانجو،لكنني أقول لهؤلاء:عفوا..كلامكم كله خطأ فأنتم لا تعرفون الشباب،ولكننا نعرفهم لأننا منهم ومن حقنا نحن أن نتحدث وأن تصمتوا قليلا.
إن الشباب الآن في الأغلب الأعم وتحديدا شباب الجامعة لا يتحركون إلا ومعهم التعميرة من الحشيش أو البانجو،وخلال دراستي بإحدي الجامعات الخاصة كنت أري الشباب يدخنون الحشيش والبانجو في طرقات الجامعة دون رقيب أو حسيب ولم يكن هناك من يسألهم مجرد سؤال عما يفعلون.
دفعني هذا إلي اقتحام هذا العالم ...قررت أن أعرف ماذا يجري ولماذا؟
أما ماذا هذه فحكاية طويلة،حيث لا يعترف الشباب الذين تحدثت معهم بأنهم مدمنون للحشيش رغم حرصهم عليه، يسمون ما يحدث قعدة مزاج، وما دام الجميع ينبسط فلا حرج عليهم خاصة أنهم لا يؤذون أحدا بما يفعلون.
تعجبت عندما قال أحدهم:الحشيش بقي مشروب عادي جدا وممكن نلاقيه قريب في محلات البقالة زي علب السجاير بالضبط،بعد ما أصبح ضرورياً حتي نتغلب علي هموم الحياة،ولا تتعجب إذا عرفت أن كثيرا من الشباب يطلقون عليه"صديق الطلبة".
سألت محمد وعمره 22 سنة سؤالا مباشرا قلت له:ليه بتشرب حشيش؟قال:أنا بدأت رحلتي مع الحشيش وأنا في ثانوي.. ولقيته لذيذ جدا وبعدين كفاية إنه بيعمل دماغ تطرد الملل اللي عايشين فيه،أما سمير وعمره 33 سنة فقد أضاف لي أن الحشيش الآن يعتبر مجمع الأحباب،وكل قعداته تهريج وانبساط وبعدين بعد ما نخلص كل واحد بيروح لحاله.
المفزع أن الحشيش الآن يتم تدخينه داخل المدارس الإعدادية والثانوية، أيمن 17 سنة قال لي إنه دخن الحشيش مرتين في دروة المياه بتاعة المدرسة،ووقتها حصلت له دوخة وهيس جدا،لكن بعد كده اتعود عليه.
لا تتوقف علاقة الشباب بالحشيش علي تدخينه فقط بل أصبحوا خبراء به، قال لي أحدهم:الحشيش أنواع منه البسكوتة وهو الطري ويشبه الصلصال، والمغربي وده ناشف نقوم بلفه في سيجارة لصعوبة تشكيله خابور،وهو علي عكس البسكوتة التي يمكن أن تشكلها بسهولة،الخابور عبارة عن تشكيل قطعة من الحشيش لتصبح مثل عود الكبريت يتم تعليقها علي نصف سيجارة معلقة في منتصف كوب ماء يتم إشعالها مع تغطية الكوب بغطاء حتي لا يطير منه الدخان،وبلغة الخبير قال لي إن الخابور أقوي من سيجارة الحشيش بمراحل.
تجارب أهل الحشيش كثيرة وكلها تعكس أنه تمكن من الشباب بشكل خرافي وهذه بعضها من واقع تجارب أصحابها:
ع.م عمره 19 سنة:أنا بأدخن الحشيش لوحدي في البيت عن طريق الكوبايه، لأنه بيكون من غير ريحة وسهل التعامل معه،لأنه خفيف علي عكس البانجو الذي يصعب حمله خاصة أن الحكومة خاربة الدنيا.
أيمن.. عمره 20 سنة: أنا بأدخن الحشيش في أي مكان وغالبا في سيارتي مع شلتي التي يفضل بعضها الخوابير عن السجاير لأن الخابور مفعوله وتأثيره أقوي،لأن دخانه يصل إلي المخ مباشرة،وإن كان هناك من يفضل السجاير ويطلق عليها "الدماغ الهادية".
أ.م عمره 23 سنة:الحشيش ده كيف الملوك...والسجاير فيه أفضل لأن الخابور بيعمل حرقان في الزور ويهلك الصدر.
يحصل الشباب علي الحشيش من التاجر نفسه أو من الديلر وهو همزة الوصل بين التاجر والزبون،يقول سيد وعمره 63 سنة زمان كان الزبون يسأل علي ماركة الحشيش وكانت أعلي ماركة أم كلثوم وكان فيه ماركات بكل أغانيها،أما الآن فلا أحد يسأل عن الماركة الكل بيحشش وخلاص.
أشهر الأماكن التي يباع فيها الحشيش هي إمبابة.. شارع الاعتماد تحديدا ومناطق أخري مثل بشتيل وبولاق والسيدة زينب وعابدين ومدينة السلام، وهناك من يتوجه إلي الإسكندرية والساحل الشمالي ليحصلوا علي الحشيش بسعر الجملة.
كان الديلر زمان يحصل علي الحشيش بالوقية وتساوي 8 قروش حشيش أما الآن فيتعامل بالكيس أو التربة، وتبلغ 30 قرشا والأسعار 850 جنيهاً للكيس والمكسب في الغالب يتجاوز المائة بالمائة.
ويعتقد أهل الحشيش أن الصنف في القاهرة ليس جيدا،فالحشيش الصح كما يقولون موجود في المحافظات مثل الفيوم والشرقية ومحافظات الصعيد وتحديدا سوهاج،والحشيش فيه بسكوتة أما حشيش القاهرة فهو في الغالب مغربي،ويكون في معظم الحالات مضروباً باستخدام لبان الدكر والحنة.
سعر الحشيش يتوقف كذلك علي رغبة الزبون في القطعة التي يريدها،وعلي «الأسطف» وهي قوة المخدر عالية أم منخفضة،فصباع الحشيش مثلا يتراوح سعره بين 50 و80 جنيهاً ويختلف طوله وحجمه حسب السعر.
لكن لماذا يدخن الشباب الحشيش،هنا لابد أن يحدثنا أحد عن مفعوله،يقول رامي 27 سنة:مفعوله لايتعدي الثلاث ساعات وتشعر بنوع من السعادة لأنه يسبب حالة من الثرثرة والتهييس وخفة الدم وقت السطل وهذا يكفي جدا
السطل يقود أصحابه إلي مواقف مخزية بالطبع، أحدهم قال لي إنه كان يحشش مع أصحابه منذ ثلاثة أعوام في وسط البلد وعندما خرجوا إلي ميدان رمسيس وجدوا أن أحدهم يتبول علي تمثال رمسيس.
أما البانجو فله قصة أخري فالإقبال عليه يكون عندما يرتفع ثمن الحشيش وبعد أن ينخفض ثمن الحشيش يهجر الشباب البانجو تماما لأنه كما يقول الشباب «كيف العربجية» كما أنه يدمر المخ ويسبب هلوسة وإحمراراً في العين وله أعراض جانبية كثيرة أقلها الألم الشديد في البطن.
يقول أيمن 42 سنة : دماغ البانجو أقوي من الحشيش لكن طريقة تناوله تصيبني بالملل من تنقية الورقة من بذورها ، بجانب رائحته الفواحة التي تنتشر لعدة أمتار وبذلك يصعب تناوله في أي مكان . أما ا . ع . م 24 سنة فيقول: البانجو مشروبي المفضل وفقا لحالتي المادية ،فلا يمكن أن أشتري الحشيش يوميا أما البانجو فأرخص
أما أشهر طرق تناول البانجو فيقول عنها أحدهم:طريقة الباكات وهي عبارة عن وضع السيجارة في فم أحدهم من شعلتها لينفخ فيها ليخرج الدخان من الكارتلة وهي بديلة لفلتر السيجارة ونقوم بشدها من الأنف وبعدها نسافر إلي عالم سمسم.
وهناك طريقة الكيس وهي أن تاخذ نفس من سيجارة البانجو أو الجوان وإخراج النفس داخل كيس وإستنشاقه مرة أخري وهذه هي طريقة الموت.
هذه فقط بعض أسرار هذا العالم الغامض،من السهل علينا أن ندينه ونلعن هؤلاء الشباب ونقول إن اهاليهم لم يقوموا بتربيتهم كما ينبغي لكن الإدانة أو صب اللعنات لن تحل مشاكلهم وهي المشاكل التي دفعتهم إلي قتل أنفسهم من خلال إدمان الحشيش والبانجو،الشباب لا يحتاج إلي واعظين ولكن يحتاج إلي من يحل مشاكله.

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

ترام المرغني يسير علي الإسفلت ويصطدم بالرصيف !! .

مشهد من الممكن تكراره لو لم يتدخل المسئولين .
موظفين المحطة قالوا: قضيب أعلي من قضيب !! .
في تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم الثلاثاء الموافق
18 /11 /2008 ، وعدد كبير من المواطنين معظمهم يحترق بلسعات أشعة الشمس في انتظار الترام بمحطة رمسيس الذي طالت غيبته ، ليأتي بعد زمن متأخر عن موعده إذا كان هناك موعد لوقوفه بالمحطة ، حيث انتظرنا مدة لا تقل عن ساعة ليحضر إلينا سعيد الحظ بعد عناء شديد مع لهيب الشمس وقت ذروتها ، تدافع المواطنين بقوة للتسابق علي مقاعده الأنيقة فوجدت كمسري نشط تمكن من إتمام عمله ببيع التذاكر لجميع الركاب في وقت وجيز جدا قبل مطلع الترام المتجه إلي محطة المرغني ، وحتي بدئت الرحلة في لحظاتها الأولي فسمعنا صوت التروماي عال بكثير عن مثيلاته ، وظننت بنفسي أن عمره الافتراضي اقترب علي الانتهاء لعلمي جيدا أقدميته لدخوله مصر منذ أكثر من مائة عام في أيام الخديوي إسماعيل ولم انسي أننا الآن بعصر مبارك فعذرته جاهدا نظرا لكثرة استهلاكه ولأنه أهم الأشياء التي تذكرنا بالزمن الجميل و هو وسيلة لاستنشاق عطر الماضي لزمن الثورات والطرابيش الذي لا يزال عالقا بعقول الناس ، وبعد لحظات قليلة شعرت برجة تهزني بقوة لأجدها تزداد في وجوه الناس جميعها و كأن الترام عالقا في الهواء ولكنه يتمرجح تحت سلوك الكهرباء ولا أتوقع أبدا أننا خارج القضبان الحديدية وما أن مرت لحظات بعدها حتي تمكن السائق من إيقاف القطار ، ونزلنا جميعا مصدومين برؤية القطار مصطدم بالرصيف ووعينا إننا كنا نسير خارج القضبان ، ونظرت لأعلي فوجدت الأسلاك المعلقة فوق الترام مشتبكة مع الأسلاك التي تمده بالكهرباء وكانت علي وشك الإنقطاع ولم أشعر بالخوف من هذا الموقف مثلما شعرته في عين السائق الذي يخشى حدوث أي تلفيات وخوفه من المسئولين فلولا تمكن السائق من إيقاف الترام في هذه اللحظة لكانت هناك خسائر مادية ومن الممكن أيضا أن تحدث خسائر في الأرواح ، ومرت دقائق قليلة ليأتي البعض من موظفي محطة رمسيس وفي حوزتهم عصيان طويلة خشبية في محاولة مهلكة استمرت لمدة عشر دقائق لتسليك أسلاك القطار من الكهرباء وحاولوا بعدها إرجاع القطار إلي الوراء لإعادته كاملا إلي القضبان ولاحظت وقتها بعض التلفيات التي حدثت بالإسفلت الذي يتوسط القضيب ، و سمعت أيضا بعض التبريرات من موظفي القطار بأن هناك قضيب أعلي من أخر وهو السبب في حدوث تلك المشكلة من البداية , وأقل للسائق الذي طلب من زملائه من موظفين المحطة بعدم الإبلاغ عن الواقعة خوفا من معاقبته وذلك بعد إعادة القطار لمساره الطبيعي : - يا أخي العزيز إن لم تقم بالإبلاغ عن واقعة مثل هذه فاعلم أن هذا المشهد من الممكن أن يتكرر مع زميل لك ومع أرواح الكثير من المصريين ولا داعي لتكرار كلاكيت هذا المشهد مرة أخري ، لذا التمس إلي المسئولين بإصلاح التلفيات الموجودة بالترام والسكك الحديدية لعدم تكرر مثل هذه الحوادث مرة أخري .

الاثنين، 15 يونيو 2009

"مراجيح" تنفرد بحوار مع طالب الصيدلة المخطوف

عصابة يتزعمها " موجه بالتربية والتعليم " تخطف طالب بكلية الصيدلة لمدة 36 يوم لتصفية خلافات مع والده!!.
مشاهد مأسوية ومرعبة شهدها رجل الأعمال " عزت أبو رحال" ونجله "مصطفي" طالب كلية الصيدلة ، ومشاهد وجهود تكتيكية أيضا اتقنتها الأجهزة الأمنية بمحافظة 6 اكتوبر بجانب المساعدة الانسانية التي قدمتها جامعة 6 اكتوبر تجاه الطالب المختطف .
لم يشعر مصطفي في طريق ذهابه للجامعة أنه سيمر بأصعب 36 يوم و11 ساعة في حياته ، ولم يعرف وقتها أيضا أنه سيعود للحياة مرة اخري ، ليستقل أحضان والديه وقبلات الأقارب و الأصدقاء في بلده بمحافظة الغربية .
أيام عصيبة عاشتها اسرة كاملة ، وعناءها أجبرهم علي الصبر ، و أيام تعيسة يعيشها ثلاثة مجرمين الأن خلف القضبان ينتظرون عقابهم وقد أصابتهم الحسرة والندم عما فعلوه .
خرج مصطفي في صباح يوم الاثنين الموافق27 / 4 من مسكنه بالحي الثامن و ينتظر سيارة ليذهب الي جامعته ، و وجد سيارة ملاكي بها سائق و شخص أخر بالمقعد الخلفي يرددوا النداء عليه " يا دكتور مصطفي "
يقول مصطفي : ذهبت اليهم لأعرف ماذا يريدون ، ونزل السائق ليفتح الباب الخلفي وقال لي " كلم دكتور أحمد من جامعة 6 اكتوبر " وسألني الرجل عن مكان ذهابي و قلت له "جامعة 6 اكتوبر " ، فطلب مني الركوب معه لأنه سيذهب هناك .
لحظات قليلة مرت حتي أيقن مصطفي أنهم خرجوا عن الطريق المؤدي للجامعة ، فسألهم " عايزين ايه ؟ " وردوا عليه "هتيجي معانا نقضي اسبوعين تصفية حسابات مع أبوك " وطلب منهم أن يتركوه ليؤدي امتحانه بالجامعة و لكنهم رفضوا ، كما حاول فتح باب السيارة للهروب لكن مقبض الباب كان معطلا من الداخل .
يقول مصطفي : طلب مني أحدهم ابتلاع " برشامة " و عندما رفضت أخرج لي سكينا و أجبرني علي بلعها ، وحاولت أن أقاوم مفعول المخدر بزيادة التركيز .
وبعد رحلة داخل المدينة توقفت السيارة في الطريق المؤدي للفيوم ونزل أحدهم ويتحدث في مكالمة هاتفية ، ولم أتمكن سماع من مكالمته سوي كلمات " هتلحق تيجي من المنيا للفيوم ، أنا مديله حباية تانية عشان منمش من الأولي " وبعدها انهيت المكالمة و استكملوا رحلة الخطف .
فشلوا في اصابتي بالنوم بعد اعطائي القرص الثاني من المخدر، حتي قام أحدهم وكان يجلس بجواري بخلع نظارته ولصق علي عدساتها أوراق من الجرائد ، وألبسها لي و وضع كاب علي وجهي وأجبرني بالرقود أسفل ، حتي أنام ولا أري شيئا
وبعد فترة زمنية قام من نومته و يتسحب بهدوء ، وحاول أن يغافلهم وأنزل القبعة من فوق وجهه فشاهد " محافظة 6 اكتوبر 2 كيلومتر " فرآه اللص الذي يجلس بجواره ـ وهدده بالقتل في عدم النوم .
هذه الأشياء التي وصفها مصطفي أثناء وجوده بالسيارة .
قام اللصوص بحمله ، و أدخلوه في احدي غرف الشقة التابعة لهم .
" مرتبة ومقعد وراديو " هذه الأشياء التي تمكن مصطفي من رؤيتها بعد دخوله الغرفة كما شاهدهم أيضا وهم يقومون بخلع مقبض باب الغرفة وأيضا مقبض الشباك بجانب لمبة الاضاءة ، وهذا قبل أن يقوم اللصين بتغميته جيدا وربطه في أحد الكراسي ، وتركوه بالغرفة ثم أغلقوا الباب عليه .
أما والده " عزت مصطفي أبو رحال " رجل الأعمال 42 سنة ، فحاول أن يتصل علي مصطفي يوم الاختطاف حتي يطمئن عليه ، ولم يرد عليه فحاول الاتصال بصديق نجله " أحمد مصطفي " طالب بكلية تربية ويقيم معه في نفس المسكن بالحي الثامن ، فأخبره أنه رآه في الصباح أثناء ذهابه الي الجامعة وعندما اتصل به لم يرد عليه .
من بعدها اثيرت الشكوك في قلب عزت مصطفي واتجه للبحث عن ابنه داخل محافظة 6 أكتوبر حتي جائت الساعة الرابعة عصرا وقت انتهاء اليوم الدراسي ولم يعثر عليه ، وتوجه للسؤال عنه في المستشفيات .
ويقول "عزت أبورحال " : جائتني مكالمة تليفونية من شخص مجهول يخبرني بأن ابني مختطف وطلب مني تجهيز مبلغ 265 ألف دولار أي ما يساوي مليون و 500 ألف جنيه مصري .
و توجه عزت لإبلاغ الشرطة بالواقعة ، التي طلبت منه الكتمان علي الحادث وأن يستدرج الجناة علي دفع الفدية المطلوبة .
و بعد عدة أيام أرسلت اليه " ملابس نجله ممزقة " بجانب صور لابنه استقبلها علي تليفونه المحمول و يرتدي فيها ملابس حريمي وهددوا عزت باغتصاب نجله اذا لم يدفع الثمن المطلوب المطلوب .
ومن ناحية اخري وبناء علي توجيهات اللواء " أسامة المراسي " مدير أمن محافظة 6 أكتوبر بسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه ، فتشكل فريق كبير من البحث لاعادة الطالب المخطوف .
وفي يوم الاثنين الموافق 1 / 6 حدد اللصوص عبر الهاتف موعد ومكان استلام الفدية المتفق عليها من والد المجني عليه ، حيث تم التنسيق بين قيادات مصلحة الأمن العام لإعداد عدة أكمنة متحركة لضبط المتهمين .
الا انه تم تغيير موعد ومكان التسليم 6 مرات ، وفي اليوم التالي تم اختيار منطقة أشجار مظلمة علي طريق فرعي ضيق بأبو رواش – كرداسة .
ويضيف عزت أن اللصوص طلبت منه تصوير المال وارساله اليهم قبل أن يسلمهم شنطة النقود ، وذهب لمكان التسليم و وضع الشنطة علي الأرض وابتعد عنها وبعد لحظات قليلة شاهد نيران الشرطة تضيء سماء المنطقة .
كما ألقت الشرطة القبض علي أحدهم ، وبسؤاله أرشد عن مقر اختفاء مصطفي " بالدور الأرضي بالعقار رقم 133 مساكن التعاونيات بالحي 11" وطالب الشرطة بسرعة انقاذه لأن شركائه سيقتلوه و سيمزقوا جسده بصحراء اكتوبر .
توجه عزت الي القسم وأنكر معرفته بالمتهم الذي قبض عليه ، وسأله مدير المباحث هل تعرف "عبدالفتاح الضاحي " ، فرد عليه بأنه صديق له .
لم يشك عزت لحظة أن صديقه عبدالفتاح الضاحي هو الذي خطف ابنه ، وأخبرنا بمعرفته به منذ 5 سنوات ويعلم عنه حسن سلوكه ، بالاضافة الي وجود تعاملات رأسمالية ، غير ذلك أنه له عند عبدالفتاح مبالغ مالية كبيرة ، بجانب ايصال أمانة بمبلغ 183 ألف جنيه ولكن دون دون أن تحدث أية مشاكل بينهم " .
يقول عزت : قبل الحادث بأيام أخبرني عبدالفتاح بذهابه الي ليبيا وأنه سيرد الي أموالي بعد رجوعه الي مصر ، واتصل بي بعد مرور 31 يوم من رقم دولي وأخبرته باختطاف ابني فسألني " أبلغت الشرطة أم لا " فقلت له لا ، وبالرغم من هذا الا انني لم أشك لحظة به أو في مكالمته ، وبمرور بعض الوقت من حديثي مع رئيس المباحث " العميد جمال عبدالباري " ، كما جريت مكالمات هاتفية كثيرة من مدير الأمن وغيره من القيادات لمتابعة الجديد في الموضوع ، حتي جائت مكالمة صرخ فيها رئيس المباحث بصوت عالي وسمعته يقول " جه " وانقبض قلبي وقتها ولم اصدق ما أسمعه ، وكانت المفاجأة بعد أقل من 5 دقائق وجدت مصطفي يدخل الينا ولحيته طويلة ويرتدي ملابس غير ملابسه ،
وأخبروني فالقسم بالقبض علي عبدالفتاح ، وفقدت وقتها أعصابي وأردت أن انتقم منه بنفسي و " أكله " ، و رفض مني ذلك رئيس المباحث وقال لي " انت زيك زيه ، هو متهم وانت مجني عليه واحنا ماشيين بالقانون وزي ما احترمناك احترمه " .



يقول مصطفي : توقعت قتلي في بعض الوقت ولم أتوقع خروجي للحياة في هذه اللحظة ، وكان المجرمون يزوروني مرة واحدة يوميا ليقدموا الي وجبة الطعام اليومية " عيش وحلاوة " كما قاموا بفك الحاجب من فوق عيناي بعد 15 يوم ولكن دون فائدة لأن الغرفة مظلمة .
ويضيف أنه تفاجيء بكسر باب الغرفة ودخل عليه المقدم هاني درويش ورجاله ، وقال لهم " انتوا جايين تخطفوني تاني " ورد عليه المقدم متقلقش احنا هنطلع علي القسم وأخذه في حضنه .
سألته هل استخدمت اي طريقة للإستنجاد، فقال : دونت حكايتي علي عملة ورقية " جنيه مصري " وحاولت اخراجها حتي يتمكن أي شخص من قراءتها ومساعدتي ، لكني لم أجد منفذ لاخراج الورقة .
تم القبض علي المتهمين وهم : عبدالفتاح عبدالفتاح محمد الضاحي 56 سنة " موجه بادارة قطور التعليمية " ومقيم بأبشواي مركز قطور -الغربية ، وعليه حكم بالحبس في قضيتي شيكات الأولي لمدة عام والثانية ستة أشهر ، أما المتهم الثاني فهو جمعة محمد عثمان النجار 44 سنة مندوب مبيعات حاصل علي دبلوم تجارة ويقيم 65 ش سعيد زهران – المنيرة الغربية امبابة . المتهم الثالث : علاء عبدالرحيم عبدالرحيم السيربي 27 سنة وحاصل علي بكالريوس علوم " أمين مخزن " ويقيم 1 ش شعبان الجمال امبابة – الجيزة .
ومن خلال تحقيقات النيابة حصلنا علي اعترافات تفصيلية من المتهمين بارتكاب الواقعة ، وقال "عبدالفتاح " المتهم الأول نعم خططت لخطف طالب الصيدلة انتقاما من والده واستعنت بالمتهمين الثاني والثالث لتنفيذ الخطة التي قمت بوضعتها ، وهذا بعد أن هددني والده بحبسي لحصوله علي أحكام قضائية ضدي " إيصالات أمانة واجبة التنفيذ " ، ويضيف قائلا : مررت بظروف قاسية ولم يعطيني والد مصطفي الذي ربطتني به علاقة صداقة فرصة لسداد الديون وقرر تدميري وحبسي ، وأضاف أن فكرة الخطف جاءت بذهنه ليتخلص من ديون عزت من ماله وعرض الأمر علي المتهمين الثاني والثالث و وعد كلا منهما بمبلغ 100000 جنيه .
فقاموا برصد تحركات مصطفي ، وبعدها استأجروا سيارة من احدي معارض المهندسين التي نفذوا بها خطتهم ، كما طلب عبدالفتاح من المتهم الثاني الاتصال بوالد الضحية وطلب فدية مليون و 500 ألف جنيه ، وشارك أيضا عبدالفتاح اسرة الطالب عناء البحث عن نجلهم لابعاد الشبهات عنه.
ويقول قبل القبض علي بساعات ، أجريت اتصالا هاتفيا بوالد المجني عليه للاطمئنان ولم أعرف أن المباحث ترصد تحركاتي من خلال المحمول حتي فؤجئت بالنقيبين عمرو البطران و كريم سمير يلقيان القبض علي .
أما المتهمان الثاني والثالث فقالا " منه لله المتهم الأول " استغل حاجتنا للمال وعرض علينا الاشتراك معه في الجريمة ، وبالفعل وافقناه وخطفنا مصطفي و أجرينا عدة اتصالات برجل الأعمال وحددنا معه عدة لقاءات وقمنا بتغييرها خوفا من القبض علينا .
كما أضافوا أنهم احتجزوا " المجني عليه في الشقة " وانتقلوا الي شقة اخري خوفا من القبض عليهم ، وقبل القبض عليهم بساعات اتصلوا بوالد المجني عليه وحددوا معه ميعاد المقابلة في مدينة طوخ وعندما وصل الي هناك طلبوا التوجه الي الطريق الصحراوي ومنه الي طريق المنصورية حتي تأكدوا أنه بمفرده وطالبوه بوضع شنطة عند أحد الجبال بالطريق و أخبروه برصد تحركاته ، ولم يتوقع المتهمون مفاجأة رجال المباحث لهم برصد تحركاتهم وتمكن النقباء رامي نور ومعتز يوسف واسلام المهداوي من القبض عليهم .
ومن ناحية اخري حيث قامت مديرية أمن 6 أكتوبر بالتنسيق مع جامعة 6 أكتوبر بالارتباط علي محورين
الأول هو المواطن الأكتوبري الذي يختص بالطالب " مصطفي عزت مصطفي " حيث قامت المديرية بضبط واحضار مختطفين هذا الطالب من الأسرة الأمنة ، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية تجاههم ، أما المحورر الثاني يرتبط باسم الانتصارات " 6 اكتوبر " المشترك بين مديرية 6 اكتوبر وجامعة 6 اكتوبر ، حيث قام اللواء مدير الأمن " أسامة المراسي " بالتنسيق مع الجامعة في خدمة الطالب علي اعادة الامتحانات التي لم يدخلها بسبب اختطافه
كما قام الدكتور محمود كحيل عميد كلية الصيدلة جامعة 6 أكتوبر بتعاون غير عادي لخدمة الطالب .
أشار الدكتور محمود في حديثه عن مصطفي أنه من الطلاب المتميزين بالفرقة الاولي وتميز في ادائه للامتحانات في الترم الأول وحصل علي تقديرات في جميع المواد ، ويمتاز بالأخلاق والانتظام علي حضور المحاضرات ، وتخلف عن امتحانين بسبب ظروف خطفه .
وعلي الجانب الانساني - يقول د . كحيل سنسمح به بدخول الفصل الصيفي بدون أية مصروفات اضافية مع الاحتفاظ بتقديره كاملا ، بجانب امتحان العملي الذي سمحنا له بتأديته .
و أكدت الدكتورة سلوي المليجي المسئولة عن المعمل أن مصطفي من الطلاب المتميزين والملتزمين بالحضور ، و أضافت استقبال زملائه مكالمات هاتفية منه أثناء فترة خطفه ، وشارك الجميع من أعضاء هيئة التدريس والطلاب بقلوبهم مأساة زميلهم ، التي تحولت الي فرحة بعد عودته اليهم مرة اخري .



الدكتور" حمدي اسماعيل " استاذ علم الاجتماع الجنائي والجريمة بجامعة المنصورة يحلل الواقعة ويقول
" الدافع هو الانتقام " حيث يعود هذا الموضوع الي أيام الجاهلية ، ومن المفترض أن تصفي الناس خلافاتهم بعيدا عن هذه المسائل .
كما يري أن أن العقوبة تعلظ في هذه الحالة حتي يتم التقليل من مثل هذه الجرائم في المجتمع " سبع سنوات : 15 سنة "
حب المادة 34 من قانون العقوبات - أنه يجب السيطرة علي الجريمة ولا يجب أن ياخذ كل شخص حقه بيده - فهناك قانون .
القانون لم يراعي التغيرات المجتمعية ، فلا يصح أن قانون انشأ في الخمسينات يتم تطبيقه الي الأن مع العديد من التغيرات في المجتمع فنحن نطال باضافة مواد الي القانون تكون بمثابة ردع لكل من تسول له نفسه الاقدام علي مثل هذه الجرائم .
واضاف مثالا علي ذلك قانون المرور ، فادارة المرور في مصر من أنجح الادارات التي سعت لتعديل القانون الخاص بالمرور نظرا للتغيرات المجتمعية ، وتم تعديله حتي اصبح مواكبا لهذه التطورات والتغيرات ، ويتسأل لماذا لا يتم تطبيق مثال ناجح علي كافة مواد القانون القديمة.

الأحد، 14 يونيو 2009

مَوتُ الأحلام

الحُلم مُبرر وجود . إنه وقود الخطوات فوق طرق الحياة الوعرة ، ثم إنه نسيج الطموح والتطلع الثري نحو القادم من شاهد المستقبل .
نمضي في حيواتنا لاهثين وراء تحقق الحلم وتجسيده الي واقع معيش ، وعندما نبلغه نفتش عن حُلم جديد يحفز الهمم ويصقل الإرادة ويدفع نحو الأمام .لكن المدهش الأن هو أن كثيرين منا ، تحت حوتفر هذا الزمن الردئ ، باتو عاجزين حتي عن صناعة هذا الحلم .
فمن شروط هذه " الصناعة" أن تكون هناك سيناريوهات محتملة لتحققه .. أما إذا ارتطم الحلم في مَهده بجدار المستحيل ، فإنه يصبح جثةً قبل أن يبدأ مشوار حياته . كم من أحلام باتت أقرب إلي الموت مفي المهد بين بسطاء الناس في بلادنا ؟!!
" البيت المستقر " ، واللقمة المتاحة ، والأبناء الذين يجدون فرصةً للتعلم ثم التوظف .. الصحة والستر .
أحلام بسيطة ومشروعة ، لكنها باتت عَصيّة علي النحقق . مؤسسة الأحلام تهاونت وسقطت ، بعد أن أصبح الأرق كله مرتبطا باستكمال مشاهد اليوم دون خسائر .. ما النتيجة ؟!! .. الايمان بالحُلم وجدواه يتكلس ويتعثر ويتحطم ..
تجسد ذلك في ضياع ما أسميناه"بالمشروع القومي".. وفي حالة اللامبالاة الوبائية بين أجيالنا .. وأفول قيمة العمل والابداع وتسلل قيم "الفهلوة" إلي خلايا مجتمعنا . كل تلك المشاهد عبرت في بساطة متوحشة ، عن أحلام تحتضر .. وعن أناس لم يعد يهمهم التعامل مع المستقبل ، وإنما هم يغرقون في تفاصيل لحظتهم الحاضرة طلباً للنجاة والخلاص ..أحلامنا تتعثر وتتثاقل وتمرض .. وتقف عند حافة الموت.. علينا ألا نستسلم لهذا المصير .. ينبغي أن ندفع بأحلامنا إلي غرفة الإنعاش لتستعيد عافيتها وقوتها وألقها ، لكي نجد بين ناسنا البسطاء قدرة علي التواصل مع المستقبل .. إذا مَاتت أحلامنا .. متنا . وهذا يكفي لكي نبحث عن خلاص لأحلامنا بكل ما نملك من طاقة وقُدرة وموهبة ووعي .. وأكثر !!