بعد أن أغرقت المخدرات الأسواق المصرية ، و احتل الحشيش مكانة رفيعة بين المواطنين ، ونتذكر سويا قول الشاعر "أحمد فؤاد نجم" أن الحشيش المشروب القومي للشعب المصري" ، فليس بجديد ما قاله ، فهذا هو المعتاد أما الجديد إذا فتشنا عنه فنجده " البيسه" المشروب القادم لشعب مصر ، كثيرين منا لا يعرفون ما هي البيسه ؟ ، الشباب وحده فالغالب من يستطيع الإجابة علي السؤال لأنهم ذو تجارب وخبرات سبقت الأجيال التي قبلهم في هذا المجال .
البيسه مخدر زرعه لنا الأعداء لقتل شبابنا وتدمير عقوله حتى يصاب بشلل فالتفكير وربما يفقد عقله ويصاب بالجنون أو الموت .
انتشرت البيسه بالفعل فهي موجودة بكميات كبيرة جدا داخل الأراضي المصرية مثل سيناء و الأسكندرية والبحيرة و الساحل الشمالي ويتم توزيعها داخل وخارج باقي المحافظات ،جاءت البيسه مهربة من الخارج ودخلت البلاد عن طريق عصابات كبيرة من مطاريد البدو ولا
ننسي أن البدو كان لهم تاريخ مشرف في حروبنا السابقة مع إسرائيل فالتجار منهم هم المطاريد والمغضوب عليهم من قبائلهم ، فالبيسه بالنسبة لهم أسرع وسيلة لكسب المال من شيء لا قيمة له ، فهي عبارة عن البواقي المستخلصة من بودرة الهيروين " أي فضلات الهيروين" يتم كشطها في الصناديق الخشبية لمدة ثلاثة أيام ثم تخلط بعدة مواد كيماوية لتصل بالنهاية إلي شكل حصواة مبلورة صغيرة الحجم شبيهة بكريستال النجف ولونها بيبج ويطلق عليها "زبالة الهيروين" .
البيسه منتج جديد يبيعه تجار المخدرات ، ونجحوا في جلب مساحة كبيرة من الشباب وأغلبهم أولاد الذوات ، لأنه من الصعب أن يحصل الشاب منهم علي الهيروين لارتفاع ثمنه لأن سعر الجرام ما بين 400 إلي 500 جنيه ، أما البيسه "بديل" الهيروين سعر الجرام منها ما بين 40 إلي 50 جنيه وبالتالي سعرها قريب جدا من سعر الحشيش الذي يعتبر في متناول يد الجميع ، بجانب أن تجار البيسه يسهلوا عليهم عمليات الشراء ويأخذون في كثير من الأحيان الساعات والموبيلات الخاصة بالمدمنين في مقابل إعطائهم البيسه.
في البداية يقبل الشباب علي البيسه من اجل تجربة شيء جديد بعد تجارب البانجو و الحشيش ويظن بعضهم أنها ليست إدمانا كما قالوا عن الحشيش ، لكنه الظن الخاطيء بالنسبة لهم لأنهم لا يعرفون أن بمجرد تعاطيهم أصبحوا في رحلة بأحضان الشيطان وباتوا في طريق يصعب العودة منه.
تتعدد طرق تعاطي البيسه وتختلف حسب مرحلة الادمان التي وصل إليها الشخص
الطريقة الأولي هي "الشد والطحن" عن طريق برم عملة ورقية وليكن نصف جنيه ووضع بداخلها ورق فويل ليصبح مبسم يضعه في فمه ويشم بودرة البيسه وذلك بعد طحنها ، أما عن الجرعة المتناولة فيكفي ربع جرام شخصين مبتدئين ،وتتزايد الجرعة بعد المرة الأولي حيث يشعر المتعاطي أنه يحتاج إلي جرعة أكبر ، وبعد أن يتمادي في تعاطيه البيسه يفكر في الطريقة الثانية وهي "الحروقة " عن طريق وضع البيسه داخل ورق فويل ويقوم بتسخينها جيدا حتى يتحول لونها وتصبح مثل العسل الأسود ويتم استنشاق الدخان المتصاعد منها عن طريق المبسم ، ويقول الشباب علي هذه الطريقة أنها "لاين" .
يجب ألا أطيل عليكم حتى لا تفقدوا أعصابكم من مما أقوله لكن علي أن أشير لكم بان الأمر خطير جدا ويجب أن نحمي شبابنا ولو بمحاولة واحدة حتى لو باتت بالفشل.
بعد أن يتمادي الشباب في تعاطيهم للبيسه يفقدوا قدرتهم في الاقتلاع عنها ولا يستطيعوا أن يعيشوا بدونها فيتجه تفكيرهم في اختصار طريقة التعاطي لأن الطرق السابقة تحتاج لبعض الوقت حتى يشعر المتعاطي بمفعولها ولذلك يفكر فالطريقة الثالثة وهي "الأنجكة أو الحقن " حيث أن مفعولها يبدأ بعد لحظات قليلة جدا، وهي تسخين البيسه جيدا علي ورق فويل أو معلقة كبيرة ، ويستخدم الحقنة في سحب كمية دماء من الوريد ويتم خلطها جيدا بالماء أو الليمون مع البيسه المسخنة جيدا ويقوم المتعاطي بإدخالها الجسم عن طريق الشريان ، ويشعر بعدها بالراحة الشديدة ، لكن بعد تماديه في التعاطي لم يجد الشريان الذي يتعاطى فيه فيبحث عن شريان أخر وهكذا حتى يهرب منه الكثير من الشرايين ولم يجد أمامه سوي شرايين الشبكة الموجودة في حوض الجسم المحيطة بالعضو التناسلي حتى يصل به التفكير في التعاطي عن طريق عضوه التناسلي وهذا هو الانتحار فلم يجد بعدها الشاب شرايين أخري وتعتبر أيامه المتبقية في الحياة معدودة وقليلة بجانب أنه أصيب بالعقم وربما أمراض كثيرة أخري .
أما شباب البيسه فيكفيهم أن يفعلوا أي شيء من أجل حصولهم علي الجرعة المطلوبة.
ويقول م.ع .أ 22 سنة أحد الشباب الذي أنقذه والده وذهب به إلي مستشفي كبير فالمهندسين للعلاج منها " إذا كان مدخن الحشيش يتعاطى الحشيش عشان يعيش فسلام ونزاهة ويتحمل الأعباء اليومية أو الأسبوعية والموسمية فمدمن البيسه يتعاطى البيسه عشان يهاجر نهائيا إلي عالم مليء بالأحلام".
وأخبرنا أ.ر.ك 25 سنة أن مدمن البيسه من الممكن أن يبيع أقرب الناس إليه مقابل العثور علي الجرعة فقال لي : " أن له صديق وهو مهندس بإحدى الشركات المعروفة وهو مدمن للبيسه ، و شعر بسرعة احتياجه للجرعة فاتصل علي الديلر وهو تاجر المخدرات المتنقل الذي يتعامل مع الزبائن وطلب منه إحضار الجرعة المطلوبة ولم يكن معه مالا لشراء الجرعة فأخذ موبيل زميله أثناء خروجه من الغرفة ونزل به وأعطاه للتاجر وقال له " هجبلك الفلوس بليل" رغم أن قيمة الجرعة المطلوبة لم تتعدي مائتين جنيه وهي أقل من قيمة الجهاز المحمول .
ويقول س.م.ع أنه شاهد من قبل احد الشباب الأثرياء نزل من سيارة "بي ام دبليو" ويرتدي ملابس المنزل والشبشب كأنه خارج من السرير مباشرة ويحمل تلفزيون وحاول أن يعطيه للتاجر الذي رفض أن يأخذه وصفعه علي وجهه وقال له " يلا يا ابن **** امشي من هنا " وذلك لأن الديلر لا يعرض نفسه للخطر أو الشبهة بمجرد حمله لجهاز تلفزيون وسيره به .
ويقول "ص.أي" البيسه منتشرة بمصر منذ سنوات لكنها تزايدت هذه الفترة وكانت تباع ويتم توزيعها داخل المقابر الموجودة علي طريق القاهرة الفيوم الصحراوي عن طريق مجموعة مسلحين يستقلوا سيارات ربع نقل يجلس أحدهم بالسيارة علي وضع استعداد والأخر يراقب الزبائن وأخر يبيع وبجانبه شخص مسلح ، وتردد علي هذا المكان العديد من أولاد الذوات والأثرياء من الشباب والفتيات والبلطجية واللصوص ولكن سرعان ما قام الأمن المركزي بقطاع دهشور بتنظيف هذه المنطقة وطرد المسلحين بعد إشتباكات طويلة بينهم ، مما جعل الداخلية تقيم كمين ثابت بهذه المنطقة وهذا ما أزعج التجار فقاموا بتغيير منطقتهم واستقلوا منطقة جديدة علي طريق القاهرة السويس ".
الجدير بالذكر أن التجار يتمتعوا بإمكانيات مادية عالية حيث قاموا برصف طرق لهم داخل الصحراء بجانب وضع البلوكات في الطريق المؤدي للتاجر حتى لا يتوه المدمن في الوصول إليهم
بالإضافة إلي حيازتهم الأسلحة النارية الحديثة بجانب كاميرات المراقبة " نايت فيرجان" لمتابعة المنطقة عن بعد
وأخبرنا بعض المترددين علي الطريق أن التجار كانوا يطلقوا أعيرة نارية في الهواء ليرعبوا الماره والمسافرين علي الطريق ويعلنوا عن أنفسهم بجانب أن المنطقة كانت مليئة بالمدمنين والمجرمين ، وحدث أن بعض المدمنين اصطحبوا الفتيات
أكد مصدر أمني داخل منطقة طريق القاهرة الفيوم الصحراوي أنه تم القبض علي العديد من التجار و منهم " عمرو محمد ناصر20 سنة عاطل مسجل خطر فئة "ج" و فرحات محمد حسين 29 سنة وسليمان حماد مسلم 30 سنة " بالإضافة إلي مقتل " عبدالحميد ابراهيم عبدالحميد 37 سنة وسليمان ومحمد رشيق محمد 24 سنة و سليمان سلام وشهرته "علي" وعطوة سليمان سلام وشهرته" سالم" ، كما أنه تم تنظيف المنطقة بالكامل من ستة بؤر لتجارة المخدرات وفر باقي التجار هاربين إلي طريق القاهرة أسيوط وأشهرهم تاجي يدعي "أبوالدهب" وهذا قبل أن يتمركزوا بطريق القاهرة السويس حاليا وخاصة الكيلو 65 وهم حاليا يواجهون اشتباكات مستمرة مع رجال الداخلية وقتل منهم "شريف أحمد عواد"23 سنة .
وذكر أحد مصادرنا أن منطقة طريق الفيوم الصحراوي وخاصة الكيلو 60 خلف الجبال، كانت تجمع العديد من المدمنين والمجرمين بالإضافة إلي أن بعض الفتيات الذين وقفوا من قبل علي الطريق فيقف لهم السائقين ومن هنا تخرج تجمعات المدمنين وترفع السلاح علي السائقين وتأخذ أموالهم وما معهم للحصول علي البيسه ، وعلمت أن بائع الشاي الذي كان يقف في منطقة السكة الحديد بدهشور كان مرشدا للتجار يخبرهم بمرور الحملات الامنية المتجهة إليهم فيأخذ التجار استعدادهم للهرب ، و علمت أيضا أن بعض المدمنين استخدموا "كرسي بعجل" وجلس عليه أحدهم بمنتصف الطريق فوقفت السيارات فقام المدمنين باعتراض طريقهم و أخذوا ما لديهم من مال وغيره من أجل الحصول علي البيسه
وأخر يحكي لنا أنه رأي من قبل رجل قطع رجله بسبب المخدرات و كان يزحف في صحراء الفيوم من أجل العثور علي البودرة .
والأخطر من كل هذا أن الشباب أصبحوا متورطين وليسوا مدمنين فقط وذلك بسبب اتجاهات العديد منهم ومن طلاب الجامعات للتجارة في المواد المخدرة التي يحصلون عليها من التجار بأسعار منخفضة جدا وبذلك ويحققوا مكاسب مالية ضخمة ، فلا بد من وقفة لأن نهاية شبابنا هي الحبس أو الوفاة أما العلاج فلا داعي له لأن تكاليفه عالية .


